فصل: حرف الراء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


*2* -  حرف الراء

4359 - ‏(‏رأت أمي‏)‏ سيدة نساء بني زهرة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ‏(‏حين وضعتني‏)‏ هذه رؤيا عين والرؤيا في الحديث الذي عقبه رؤيا نوم نبه عليه المصنف وبه يعرف أنه كان ينبغي له عكس هذا الترتيب ‏(‏سطع منها نور أضاءت له قصور بصرى‏)‏ بموحدة مضمومة بلد من أعمال دمشق وخصت بذلك النور إشارة إلى أنها أول ما يفتح من بلاد الشام وقد وقع وأما جواب ابن رجب بأنه إشارة إلى بلوغ ملكه ذلك الموضع وأنه لا ينافي الزيادة عليه فغير ناهض وفي الروض الأنف أن خالد بن سعيد بن العاص رأى قبيل المبعث نوراً خرج من زمزم حتى ظهرت له نخيل يثرب فقصها على أخيه فقال‏:‏ إنها حفيرة عبد المطلب وهذا النور منهم‏.‏ قال جمع‏:‏ ولم يلد أبواه غيره‏.‏

الأصح أنه ولد بمكة بالشعب بعيد فجر الاثنين ثاني عشر ربيع الأول عام الفيل ولم يكن يوم جمعة ولا شهر حرام دفعاً لتوهم أنه شرف بذلك الزمن الفاضل فجعل في المفضول لتظهر به على رتبته على الفاضل ونظيره دفنه بالمدينة دون مكة إذ لو دفن بها لقصد تبعاً‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن أبي العجفاء‏)‏ بفتح العين المهملة وسكون الجيم السلمي البصري هرم بن شيب وقيل بالعكس وقيل بصاد بدل السين المهملة وصنيع المصنف يصرح بأنه صحابي وهو وهم وإنما هو تابعي كبير روى عن عمر وغيره وثقه بعضهم وقال البخاري‏:‏ في حديثه نظر‏.‏

4360 - ‏(‏رأت أمي‏)‏ في المنام ‏(‏كأنه خرج منها نور‏)‏ لأنها حين حملت به كانت ظرفاً للنور المنتقل إليها من أبيه ‏(‏أضاءت منه‏)‏ أي من ذلك النور ‏(‏قصور الشام‏)‏ فأوّل بولد يخرج منها يكون كذلك وذا النور إشارة لظهور نبوته ما بين المشرق والمغرب واضمحلال ظلمة الكفر والضلال‏.‏ قال في اللطائف‏:‏ هذا النور إشارة إلى ما جاء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به الشرك وخصت به الشام لأنها دار ملكة ومحل سلطانه وفي وصفه في الكتب السابقة محمد رسول اللّه مولده بمكة ومهاجرته يثرب وملكه بالشام‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ قال ابن حجر‏:‏ صححه ابن حبان والحاكم‏.‏

‏[‏ص 574‏]‏ 4361 - ‏(‏رأس الحكمة مخافة‏)‏ وفي رواية خشية ‏(‏اللّه‏)‏ أي أصلها وأسها الخوف منه لأن الحكمة تمنع النفس عن المنهيات والشهوات والشبهات ولا يحمل على العمل بها إلا الخوف منه تعالى فيحاسب النفس على كل خطرة ونظرة ولذة ولأن الخشية تدعوه إلى الزهد في الدنيا فيفرغ قلبه فيعوضه اللّه في قلبه حكمة ينطق بها فالخوف سبب وأصل لورود الحكم والحكمة العلم بأحوال الموجودات على ما هي عليه بقدر الطاقة البشرية ويطلق على المعلومات وعلى أحكام الأمور وسلامتها من الآفات وعلى منع النفس من الشهوات وغير ذلك وأوثقها العمل بالطاعات بحيث يكون خوفه أكثر من رجائه فيحاسب على كل خطرة ونظرة ومخافة اللّه آكد أسباب النجاة‏[‏قال الغزالي‏:‏ وقد جمع اللّه للخائفين الهدى والرحمة والعلم والرضوان وناهيك بذلك فقال تعالى‏:‏ ‏{‏هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏إنما يخشى اللّه من عباده العلماء‏}‏، ‏{‏رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه‏}‏‏.‏‏]‏ قيل‏:‏ وجد حكيمين وفي يد أحدهما رقعة فيها إن أحسنت كل شيء فلا تطمئن أنك أحسنت شيئاً حتى تعرف اللّه وتخافه وتعلم أنه مسبب الأسباب، وفي يد الآخر كنت فبل أن أعرف اللّه أشرب وأظمأ حتى عرفته رويت بلا شرب‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏وابن لال‏)‏ أبو بكر في المكارم والقضاعي في الشهاب ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ ورواه عنه أيضاً البيهقي في الشعب وضعفه‏.‏

4362 - ‏(‏رأس الدين‏)‏ أي أصله وعماده الذي يقوم به ‏(‏النصيحة‏)‏ قيل‏:‏ لمن‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏للّه ولدينه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة‏)‏ جعل النصيحة للكل رأساً لأن من نصح بعضاً مما ذكر وترك بعضاً لم يعتد بنصحه فكأنه غير ناصح للكل‏.‏ قال في الكشاف‏:‏ والنصح إخلاص العمل من شائبة الفساد‏.‏

- ‏(‏سمويه طس عن ثوبان‏)‏ مولى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم‏.‏ قال الحافظ الزين العراقي في شرح الترمذي‏:‏ فيه أيوب بن سويد ضعفه أحمد وابن معين وذكره ابن حبان في الثقات قال‏:‏ رديء الحفظ قال الذهبي‏:‏ فلم يصنع ابن حبان جيداً وقال الهيثمي‏:‏ فيه أيوب بن سويد ضعف لا يحتج به قال العلائي‏:‏ وحديثه يصلح للمتابعات والشواهد‏.‏

4363 - ‏(‏رأس الدين الورع‏)‏ أي قوة الدين واستحكام قواعده التي بها ثباته الورع بالكف عن أسباب التوسع في الأمور الدنيوية صيانة لدينه وحراسة لعرضه ومروءته والمتورع دائم المراقبة للحق حذراً من مزح حق بباطل وبذلك قوام الدين ونظامه يعني أن قضية الدين استعمال التورع فمن أهمله فلا كمال لدينه فإن من تعداه يوشك أن يقع في حيز الباطل‏.‏ قال يحيى بن معاذ‏:‏ كيف يكون زاهداً من لا ورع له‏؟‏ تورع فيما ليس لك ثم ازهد فيما لك‏.‏

- ‏(‏عد عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

4364 - ‏(‏رأس العقل بعد الإيمان باللّه التحبب إلى الناس‏)‏ وفي بعض التفاسير عن ابن جرير مكتوب في التوراة ليكن وجهك بسيطاً وكلمتك طيبة تكن أحب إلى الناس من الذين يعطونهم العطاء وقال الحسن‏:‏ سأل موسى ربه جماعاً من العمل فقيل له‏:‏ انظر ما تريد أن يصاحبك به الناس فصاحبهم به‏.‏